أنتَ الرسولُ الحبيبُ النبيّْ

موضوع: أنتَ الرسولُ الحبيبُ النبيّْ 05.05.08 12:42

سميت هذه الابيات بالبردة الجديدة

يغني السحابُ / ويخشع هذا الهواءُ / وتسمو المآذنُ في كل حين/ وينهمرُ الذكرُ فوق الجبينْ / إذا ما ذكرتُكَ يا مصطفى

أغثنا ..
فنحن الغثاءُ الكثيرُ الذي ..
قلتَ عنا
ونحن هنا ..
القابضون على جمرِنا
فيا ويلنا
إذا لم تكن يا حبيبي
شفيعا لنا
نصلِّي عليك
ونسعى إليك
ونحلم أنَّا رأينا خطاكَ إلى قدسِنا
ونحن هنا ـ من أسىً ـ قاعدون
فيا ويلنا
يا شفيعا لنا
إذا لم تغثنا
فنحن الزمانُ الذي ..
يقاربُ أوَّلُهُ آخرَهْ
ونحن المكان الذي ينحني ..
لريحٍ بنا غادرَةْ
ولم نرَ فجرا يطلُّ علينا
على الرغم من شمس قرآننا
ونورِ هُداكْ
ويا ليتني
كنتُ حبَّةَ رملٍ
خطوتَ عليها إلى يثربٍ
ويا ليتني كنتُ ذرَّة ماء
وما عشتُ عصرَ الهوانِ
وعصرَ الإماء
ويا ليتني كنتُ كسرةَ خبزٍ
بعامِ الرمادة
أغثنا ..
فإن الإلهَ اصطفاكَ
وكنتَ رحيمًا بنا
فليس كخَلْقِكَ ضيّْ
وليس كخُلْقِكَ حيّْ
فأنتَ الرسولُ الحبيبُ النبيّْ
أتيتَ بعدلٍ يريحُ الغنيّْ
ويسعدُ كلَّ فقيرٍ أَبِيّْ
زرعتَ الأحاديثَ في كلِّ شيْ
وأهديتَ حكما فريدا إلى العالمينْ
وكنتَ المثالَ بدنيا ودينْ
وعمَّ السلامُ
وجاء الوئامُ
ومرَّ الزمانُ
بشوقٍ إليك
ورملُ الصحارى
يساءلُ عنك
وطيرُ الروابيَ والعنكبوتْ
وأشجارُ نخلٍ وصبرٍ وتوتْ
وكلُّ البيوت
تمدُّ الحبالَ إلى فاطمةْ
وأنتَ تداعبُ أطفالها
تقبِّل خدَّ الحسين
وتحضنُ كفَّ الحَسَنْ
فيا شوقَنا للحنانِ
ويا سعدَنا بالسُّنَنْ
يغني السحابُ
ويخشع هذا الهواءُ
وتسمو المآذنُ في كل حين
وينهمرُ الذكرُ فوق الجبينْ
إذا ما ذكرتُكَ يا مصطفى
وينتفض القلبُ في صمتهِ
وينطق في الفجر دمع الصفا
نسير بنورِكَ منذ الخليقة
وتلك شموسُ الحقيقة
تعيدُ إلينا الطريقَ إذا ما انْبَهَمْ
تنيرُ ظلامَ العقولِ إذا ما ادْلَهَمْ
ولكن ..
عشقنا الضياعَ
وحرْقَ الشراعِ
وهدمَ الرموز
وتحطيمَ أيِّ سفينٍ أصيل
فيا حضرةَ النبلِ والمكرمةْ
ويا موطن العزِّ والمرحمةْ
أغثنا ..
فقدنا الإشارةَ
تاهَ الدليلْ
تكالبت النائباتُ علينا
ونحن القِصَاعُ
أمام الجياع
وآبارُ نفطٍ
تؤجِّجُ كيدَ الصراع
ونحن كثيرون في أمتي
فيا ويلتي ..
إذا لم تكن يا حبيبي
شفيعا لنا
وكنتَ
ـ كما أنتَ دوما ـ
رحيما بنا ..
لهذا نحبك ..
يا حبَّنا
لهذا ..
نحبُّكَ
يا .. حبَّنا.

منفول