منتدى موشو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشيخ عطية صقر الإسراء والمعراج

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
النمر المقنع
الـــتـــــــصــمــيــــــــــــم
الـــتـــــــصــمــيــــــــــــم
النمر المقنع


ذكر
عدد الرسائل : 466
العمر : 39
رقم العضوية : 3
الاوسمه : الشيخ عطية صقر   الإسراء والمعراج Rank-110
تاريخ التسجيل : 24/01/2008

الشيخ عطية صقر   الإسراء والمعراج Empty
مُساهمةموضوع: الشيخ عطية صقر الإسراء والمعراج   الشيخ عطية صقر   الإسراء والمعراج Empty29.07.08 22:35

الاسم : ياسين - العراق
العنوان : الإسراء والمعراج : حقيقته وكيفيته
السؤال : يَستبعد كثير من الناس أن يكون ما حدث للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من إسراء ومعراج قد تمَّ بالروح والجسد معًا. فهل مَن يُنكر ذلك يكون كافرًا؟
التاريخ : 30/07/2006
المفتي : الشيخ عطية صقر
الموقع : mosho.yoo7.com
الحل

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد
معنى الإسراء: السير ليلا، والمقصود به انتقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ومعنى المعراج الصعود، والمقصود به الصعود برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من المسجد الأقصى إلى السموات العلى .
وقد اختلف العلماء في الإسراء: هل كان بروح النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجسدِه أو كان برُوحه فقط؟
والصَّحيح أنه كان بالروح والجسد معًا، كما ذهب إليه جمهور العلماء من المحدِّثين والفقهاء
يقول فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر-رحمه الله- :
الإسراء مأخوذ من السُّرَى وهو المشْي ليلاً، وإسراء الله تعالى بالنبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ معناه نَقلُه ليلاً من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالشام، وهو ثابت بالقرآن الكريم في قوله تعالى ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا الذي باركْنا حوْله لنُريَه من آياتنا إنه هو السميع البصير ) ( الإسراء : 1 ) .
كما وردت به الأحاديث الصحيحة، وهى كثيرة مشهورة .
والمعراج مأخوذ من العروج وهو الصُّعود إلى أعلى، وقد ثبت أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عُرِج به من الأرض إلى السماء، وذلك بالأحاديث الصحيحة، أو بقوله تعالى ( ولقد رآه ) أي جبريل ( نَزْلةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ المَأْوَى إذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ البَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ) ( النجم: 13 ـ 18 ) .
ومِن أجل أن الإسراء ثَبَت بالقرآن قال العلماء: إنَّ مُنْكره كافر؛ ولأن المعراج ثبت بالحديث الذي لم يبْلغ مَبْلغ التَّواتر، ولعدم الدِّلالة القطْعية عليه في آيات سورة النجم قالوا: إنَّ منْكره غير كافر بل هو فاسق .
لكنَّهم اختلفوا في الإسراء: هل كان برُوح النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجسدِه أو كان برُوحه فقط؟
والصَّحيح أنه كان بالروح والجسد معًا، كما ذهب إليه جمهور العلماء من المحدِّثين والفقهاء والمتكلمين وذلك لما يأتي :
1 ـ أن الله تعالى قال ( أسرى بعبده )، ولفْظ العبد لا يُطْلَق في اللغة على الروح فقط، بل على الإنسان كله: رُوحه وجسده، كما جاء ذلك في مواضعَ كثيرةٍ من القرآن الكريم مثل قوله تعالى ( أرَأيْتَ الذي يَنْهَى عَبْدًا إِذَا صَلَّى ) ( العلق : 9، 10 )، وقَوله ( وأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوه ) ( الجن : 19) .
2 ـ أن الإسراء بالرُّوح فقط ليس أمرًا خارقًا للعادة بل هو أمر عادي يَحصُل للناس في فترة النوم حيث تكون للرُّوح جوْلات بعيدة في الكُرة الأرضية تَقْضيها بوسائل غير عادية في مدة لا تُحسب بالزمن العادي لحركة الجسم، ولو كان كذلك فلا داعي لأنْ يَجْعله الله تكريمًا للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ويُصدِّر الخبر بقوله ( سبحان ) وما فيه من معنى العظمة والجلال الذي يُقْرَن دائمًا بكل أمر عظيم .
3 ـ أن الله تعالى قال ( ومَا جعلنا الرُّؤْيا التي أرَيْناكَ إلا فِتْنَةً لِلنَّاس ) ( الإسراء : 60 ) أي امتحانًا واختبارًا لهم كيف يُصدِّقونها، وذلك لا يكون إلا إذا تمَّت الرِّحلة بالجسد والرُّوح معًا، فليس في إسراء الروح فقط فتنةٌ ولا غرابة، ولذلك حين سَمِع المُشركون خَبَرَها كذَّبوا أن تتمَّ في ليْلة مع أنَّهم يقْطعون هذه المسافة على ظهور الإبل في عدة أيام .
4 ـ أنَّ الإسراء بالروح والجسد معًا هو فعل الله سبحانه وليس فعل سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ والعقل لا يَحيل ذلك على قدرة الله، فهو على كل شيء قدير، وليس هناك ما يَمنع قَبُولَ الخَبَر الموثوق به في حصوله بالرُّوح والجسد معًا .
هذا، ومَن قال: إنَّ هذه الرحلة كانت بالروح فقط استند إلى قوله تعالى ( وما جعلْنا الرؤيا التي أريْناك إلا فتنةً للنَّاس ) ( الإسراء : 60 ) حيث قال: إن الرُّؤيا مصدر رأى الحُلْمِيَّة لا البصرية، فإن مصدر " رأى " البصرية هو رؤية. لكنْ أُجِيبَ على ذلك بأن الرؤيا والرؤية مصدران لرأى البصرية مثل : قُرْبّى وقُرْبة، قال المتنبِّي وهو من كبار الشعراء :
ورؤْياك أحْلى في الجُفون من الغمْض
وإن كان ابن مالك وغيره خطَّأوه في ذلك. لكن ليس كلامهم حُجَّة حتى لو كان كلام المتنبي غير حجة. وقال ابن عباس في تفسير الآية: إنها رؤية عين، كما رواه البخاري .
1 ـ كما استدلَّ القائل بأنَّ الإسراء كان بالرُّوح فقط بقول عائشة رضى الله عنها :
ما فُقِدَ جسده الشريف، لكن رُدَّ هذا بما يأتي :
أن هذا الحديث ليس ثابتًا عنها؛ لأن سندَه فيه انقطاع ، وراوٍ مجهول، وقال ابن دحية: إنه موضوع .
2 ـ أنَّها لم تُحدِّث به عن مشاهدة بل عن سماع؛ لأنها لم تكن قد تزوجته إذ ذاك بل لم تكن ولدت على الخلاف في زمن الإسراء متى كان .
3 ـ أنها كانت تقول: إن النَّبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يَرَ ربَّه رؤيةَ عَيْن، وذلك لاعتقادها أنَّ الإسْراء والمعراج كان بالرُّوح والجَسَد معًا، ولو كان ذلك مَنَامًا أي بالروح فقط لم تُنكرْه وما دامَ الحديث المنسوب إلى عائشة غير صحيح فلا داعي للتَّحايل في تفْسيره بقول بعضهم: إن معنى: ما فُقد جسده الشريف، ما تَركت الروح جسده الشريف والمهمُّ أن الإسراء قد تمَّ. وقد أخبر الله عنه في القرآن الكريم. وهذا هو القدر الواجب اعتقاده، أما أن يكون على كيفية كذا أو كذا فذلك ما لا يتحتَّم اعتقاده، ولكلٍّ أن يختار ما يشاء، مع اعتقاد أن الله على كل شيء قدير، أنَّ رُؤْيا الأنبياء حقٌّ باتِّفاق العلماء. ولا داعي للخلاف في هذه النقطة .
والله أعلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الاسم : صديق - تونس
العنوان : صلاة النبي بالأنبياء في الإسراء
السؤال : في الإسراء والمعراج صلى النبي (صلى الله عليه وسلم ) بالأنبياء جماعة، فما هذه الصلاة، مع أن الصلاة التي نصليها الآن لم تكن قد فرضت بعد ؟
التاريخ : 28/08/2005
المفتي : الشيخ عطية صقر
الموقع : mosho.yoo7.com
الحل

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
يقول الشيخ عطية صقر (رئيس لجنة الإفتاء بالأزهر الشريف سابقا) في هذه المسألة:
ثبت في صحيح مسلم من طريق ثابت البناني عن أنس أن النبي (صلى الله عليه وسلم ) "صلى ليلة الإسراء ببيت المقدس ركعتين".
كما ثبت أنه صلى بالأنبياء إمامًا [أي بعد صلاة الركعتين] وأنكر حذيفة بن اليمان صلاته (عليه الصلاة والسلام) ببيت المقدس محتجًا بأنه لو صلى فيه؛ لكتب عليكم الصلاة فيه كما كتب عليكم الصلاة في البيت العتيق، ولكن تعقبه البيهقي وابن كثير بأن المثبت وهم جمهور الصحابة مقدم على النافي.
يقول القسطلاني في كتابه (المواهب اللادنية) وشرحه للزرقاني: اختلف في هذه الصلاة التي صلاها الرسول (عليه الصلاة والسلام) بالأنبياء هل هي فرض أم نفل؟
قال بعض العلماء: إنها فرض بناء على ما قاله النعماني.
وقال البعض: إنها نفل.
وإذا قلنا: إنها فرض؛ فأي صلاة هي؟
قال بعضهم: الأقرب أنها الصبح ويحتمل أن تكون العشاء.
وإنما يتأتى على قول من قال: إنه (صلى الله عليه وسلم ) صلى بهم قبل عروجه إلى السماء.
وفي النعماني إنما يتأتى على أن الإسراء من أول الليل.
لكن قال رواة حديث الإسراء أنه بعد صلاة العشاء.
وأما على قول من قال صلى بهم بعد العروج؛ فتكون الصبح.
والاحتمالان كما قال الشامي: ليس بشيء؛ سواء قلنا: صلى بهم قبل العروج أم بعده؛ لأن أول صلاة صلاها النبي (صلى الله عليه وسلم ) من الخمس مطلقًا الظهر بمكة باتفاق.
ومن حمل الأولية على مكة؛ فعليه الدليل. قال: والذي يظهر أنها كانت من النفل المطلق، أو كانت من الصلاة المفروضة عليه قبل ليلة الإسراء.
وفى فتاوى النووي ما يؤيد الثاني.
بعد هذه أقول:
إن الصلاة كانت مفروضة قبل ليلة الإسراء، وكانت ركعتين أول النهار وركعتين آخره.
وأما التي فرضت ليلة الإسراء فهي كونها خمسة فروض بركعاتها المعروفة.
وعليه فيجوز أن تكون صلاة الرسول ببيت المقدس ركعتين تحية للمسجد صلاهما وحده.
والتي صلاها إمامًا بالأنبياء يجوز أن تكون نافلة من صلاة الليل، وقد كانت مشروعة له (صلى الله عليه وسلم ).
وجاء في بعض الروايات أنه (عليه الصلاة والسلام) وجد الأنبياء يصلون عند دخوله المسجد، ولما حان وقت الصلاة أذن مؤذن، ثم أقيمت وقدمه جبريل عليهم بعد أن تبين فضله من واقع ما أثنى به كل على نفسه.
ولكن مثل هذه الروايات لا ينبغي التعويل عليها في صورتها الجزئية بعد أن كرم الله رسوله، وأخذ على الأنبياء الميثاق إن أدركوه أن يؤمنوا به وينصروه.
ومهما يكن من شيء فالخلاف في هذا الموضوع ليست له نتيجة عملية.
والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النمر المقنع
الـــتـــــــصــمــيــــــــــــم
الـــتـــــــصــمــيــــــــــــم
النمر المقنع


ذكر
عدد الرسائل : 466
العمر : 39
رقم العضوية : 3
الاوسمه : الشيخ عطية صقر   الإسراء والمعراج Rank-110
تاريخ التسجيل : 24/01/2008

الشيخ عطية صقر   الإسراء والمعراج Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشيخ عطية صقر الإسراء والمعراج   الشيخ عطية صقر   الإسراء والمعراج Empty29.07.08 23:13

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الاسم : بلال - الأردن
العنوان : هل الإسراء والمعراج بالروح أم بالجسد؟
السؤال : هل كانت حادثةالإسراء والمعراج للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بالروح فقط أم بالروح والجسد معا؟
التاريخ :20/08/2006
المفتي : الشيخ عطية صقر
الموقع : mosho.yoo7.com
الحل

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد:
فالإسراء والمعراج كان بالروح والجسد ، وهذا مكمن كونه معجزة ، وهو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء والمحدثين والمتكلمين ، والأدلة عليه كثيرة .
يقول فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر:
اختلف العلماء في الإسراء والمعراج : هل كان بروح النبي -صلى الله عليه وسلم- وجسده أو كان بروحه فقط؟
والصحيح أنه كان بالروح والجسد معاً ، كما ذهب إليه جمهور العلماء من المحدثين والفقهاء والمتكلمين وذلك لما يأتي :
1 - أن الله -تعالى- قال: { أسرى بعبده } ولفظ العبد لا يطلق في اللغة على الروح فقط، بل على الإنسان كله: روحه وجسده، كما جاء ذلك في مواضع كثيرة من القرآن الكريم مثل قوله تعالى { أرأيت الذي ينهى عبدًا إذا صلى } [ العلق: 9 ، 10 ] وقوله { وأنه لما قام عبد الله يدعوه } [ الجن: 19 ] .
2 - أن الإسراء بالروح فقط ليس أمرًا خارقًا للعادة، بل هو أمر عادي يحصل للناس في فترة النوم حيث تكون للروح جولات بعيدة في الكرة الأرضية تقضيها بوسائل غير عادية في مدة لا تحسب بالزمن العادي لحركة الجسم، ولو كان كذلك فلا داعي لأن يجعله الله تكريمًا للنبي -صلى الله عليه وسلم- ويصدّر الخبر بقوله { سبحان } وما فيه من معنى العظمة والجلال الذي يقرن دائمًا بكل أمر عظيم .
3 - أن الله -تعالى- قال { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } [ الإسراء: 60 ] أي امتحانًا واختبارًا لهم كيف يصدقونها، وذلك لا يكون إلا إذا تمت الرحلة بالجسد والروح معاً، فليس في إسراء الروح فقط فتنة ولا غرابة، ولذلك حين سمع المشركون خبرها كذبوا أن تتم في ليلة مع أنهم يقطعون هذه المسافة على ظهور الإبل في أيام عدة.
4 - أن الإسراء بالروح والجسد معًا هو فعل الله - سبحانه - وليس فعل سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - والعقل لا يحيل ذلك على قدرة الله، فهو على كل شيء قدير، وليس هناك ما يمنع قبول الخبر الموثوق به في حصوله بالروح والجسد معًا .
هذا ومن قال: إن هذه الرحلة كانت بالروح فقط - استند إلى قوله تعالى { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } [ الإسراء: 60 ] حيث قال : إن الرؤيا مصدر "رأى" الحُلْمية لا البصرية، فإن مصدر " رأي " البصرية هو رؤية. لكن أجيب على ذلك بأن الرؤيا والرؤية مصدران لرأى البصرية مثل: قُرْبى وقُرْبة، قال المتنبي وهو من كبار الشعراء:
* ورؤياك أحلى في الجفون من الغمض *
وإن كان ابن مالك وغيره خطؤوه في ذلك، لكن ليس كلامهم حجة حتى لو كان كلام المتنبي غير حجة. وقال ابن عباس في تفسير الآية : إنها رؤية عين، كما رواه البخاري .
كما استدل القائل بأن الإسراء كان بالروح فقط بقول عائشة رضي الله عنها:
ما فُقد جسده الشريف ، لكن رد هذا بما يأتي :
1 - أن هذا الحديث ليس ثابتًا عنها؛ لأن سنده فيه انقطاع وراوٍ مجهول، وقال ابن دحية: إنه موضوع.
2 - أنها لم تُحدّث به عن مشاهدة، بل عن سماع؛ لأنها لم تكن قد تزوجته إذ ذاك، بل لم تكن ولدت على الخلاف في زمن الإسراء متى كان .
3 - أنها كانت تقول: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ير ربه رؤية عين؛ وذلك لاعتقادها أن الإسراء والمعراج كان بالروح والجسد معًا، ولو كان ذلك منامًا أي بالروح فقط لم تنكره، وما دام الحديث المنسوب إلى عائشة غير صحيح فلا داعي للتحايل في تفسيره بقول بعضهم: إن معنى: ما فقد جسده الشريف، ما تركت الروح جسده الشريف والمهم أن الإسراء قد تم، وقد أخبر الله عنه في القرآن الكريم، وهذا هو القدر الواجب اعتقاده، أما أن يكون على كيفية كذا أو كذا فذلك ما لا يتحتم اعتقاده، ولكل أن يختار ما يشاء، مع اعتقاد أن الله على كل شيء قدير، وأن رؤيا الأنبياء حق باتفاق العلماء، ولا داعي للخلاف في هذه النقطة، ومن أراد الاستزادة من المعرفة فليرجع إلى كتاب " المواهب اللدنية " للقسطلاني في المقصد الخامس الخاص بالإسراء والمعراج مع شرح الزرقاني (ج 6 ص 3 وما بعدها ) .
والله أعلم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الاسم : يوسف - السعودية
العنوان : الصلاة التي صلاها النبي في طريق الإسراء
السؤال : يُقال إن النبي (صلى الله عليه وسلم) نزل أرضًا وصلَّى بها ليلة الإسراء قبل أن يَصلَ إلى المسجد الأقصى، فما هذه الصلاة، مع أن الصلاة فرضت ليلة الإسراء بعد العروج إلى السماء؟
التاريخ :22/08/2005
المفتي : الشيخ عطية صقر
الموقع : mosho.yoo7.com
الحل

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
فالصلاة فرضت في مكة قبل الإسراء والمعراج، وقد كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقوم من الليل حتى ترم قدماه وقد أمره الله بهذا في سورة المزمل ، وهي من أول ما نزل من القرآن الكريم، أما الذي فرض ليلة الإسراء فهو الصلوات الخمس في اليوم والليلة ، لا الصلاة نفسها.
يقول فضيلة الشيخ عطية صقر – رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر :
من الآيات التي رآها النبي (صلى الله عليه وسلم) في ليلة الإسراء ما رواه البزَّار والطبراني والبَيْهقي وصحَّحه في كتابه "دلائل النبوة" من حديث شداد بن أوس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لما أُسرِي به مرَّ بأرض ذات نخْل، فأمره جبريل أن ينزل من فوق البُراق ليصلِّي، فصلَّى ثم أخبره أن المكان الذي صلى فيه هو يثرب أو طيبة، وإليها المهاجر، ثم أمره أن يصلِّي عندما مر بمُدَّين عند شجرة موسى، وهي التي استظل بها بعد أن سقى الغنم للمرأتين قبل أن يلتقي بأبيهما – كما قال بعض الشُّراح- ولمَّا مرَّ الركْب بطُور سَيْناء أمره أن يصلِّي أيضًا، وذلك حيث كلَّم الله موسى، وعند المرور ببيت لحم صلَّى أيضًا، وذلك حيث وُلِد عيسى ابن مريم.
هذا ما ورد بطريق صحيح كما ذكره البيهقي ولم أرَ حديثا صحيحًا عن صلاته في غير هذه الأماكن. وما رآه الرسول بهذه المناسبة بعضه ورد بطريق صحيح وبعضه الآخر بطريق غير صحيح، من ذلك ما رواه الطبراني والبزَّار والبَيْهقي وابن جرير وأبو يعلِي أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أتى على وادٍ فوجد فيه ريحًا طيبة باردة كريح المسك، وسمع صوتًا وأخبره جبريل بأنه صوت الجنة تُبشر أهلها، ثم أتى على وادٍ فسمِعَ صوتًا منكرًا ووجد ريحًا منتنة، فأخبره جبريل بأنه صوت النار، ولكن لم يُحْكَم على هذه الرواية بالصحة أو الحسن أو الضعف، ومهما يكن من شيء فإن ذلك إذا كان ممكنًا عقلًا فإننا لا نكلَّف بالإيمانَ به، حيث لم يَرد نص صريح قاطع يُثبته، ورحلة الإسراء في حد ذاتها رحلة غريبة، ولها فضلها وشرفها، وليست في حاجة إلى إضافة شيء يَزيدها شرفًا بعد ما ورد من آثار صحيحة، وأُكرِّر التنبيه على عدم نسبة شيء إلى النبي(صلى الله عليه وسلم) هو منه بريء، فقد قال " من كَذَبَ على متعمِّدًا فليتبوَّأْ مقعده من النار" رواه البخاري ومسلم.
أما الصلاة التي صلاها فقد تكون ركعتين؛ لأن الصلاة كانت قبل الإسراء ركعتين أول النهار وركعتين آخره، وقد تكون تطوُّعًا لله
والله أعلم


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الاسم : - ألمانيا
العنوان : هل النيل والفرات ينبعان من الجنة؟
السؤال : : سمِعنا في قصّة الإسراء والمعراج أنّ النيل والفرات ينبُعان مِن سدرة المُنتهى في السّماء، فكيف يتّفق ذلك مع ما هو معروف عن منابع كل منهما في أفريقيا وآسيا؟
التاريخ :22/08/2005
المفتي : الشيخ عطية صقر
الموقع : mosho.yoo7.com
الحل


جاء في حديث البخاري ومسلم عن الإسراء والمعراج قولُه ـ صلّى الله عليه وسلم ـ "ثُمَّ رُفِعْتُ إلى سِدرة المُنتهى، فإذا نَبْقُها مثل قِلال هَجَر، وإذا ورقُها مثل آذان الفِيلة، قال: هذه سِدرة المُنتهى، وإذا أربعة أنهار ، نهران باطِنان ونهران ظاهران، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال أما الباطِنان فنهران في الجنّة وأما الظاهران فالنِّيل والفُرات" وجاء في رواية للبخاري "فإذا في أصلِها أي سِدرة المنتهى ، أربعة أنهار" وعند مسلم "يخرُج من أصلها" وعند مسلم أيضا من حديث أبي هريرة "أربعة أنهار من الجنّة النيل والفرات وسَيْحان وجَيْحان" ووقع في رواية شريك كما عند البخاري أنه رأي في سماء الدنيا نهرين يطردان ـ يجريان ـ فقال له جبريل: هما النيل والفرات عنصرهما. وجاء في رواية البيهقي: (فإذا فيها ـ السماء السابعة ـ عين تجري يقال لها السَّلسبيل، فينشَقُّ منها نهران أحدهما الكَوثر والآخر يقال له: نهر الرحمة) وفي رواية لمسلم (سَيْحان وجَيْحان والنيل والفرات من أنهار الجنة) ووقع في حديث الطبري عن أبي هريرة : (سِدرة المنتهى يخرج من أصلها أربعة أنهار، نهر من ماء غير آسِن ونهر من لبن لم يتغيّر طعمه ونهر من خمر لذّة للشاربين ونهر من عسل مُصَفًّى).
هذه بعض الأحاديث بروايات مختلِفة عن النيل والفرات وغيرهما من الأنهار المشهور في الدنيا، وقد كثر الكلام عليها وبخاّصة في تحديد المنابع، وهل النيل والفرات اللذان عند سِدرة المنتهى هما النيل والفرات اللذان في الأرض أو غيرهما؟ وكلام الشُّراح للأحاديث كله اجتهادي، وفيه تضارُب، ومن الصعب التوفيق بين ما قالوه، وبين ما يقوله علماء الجغرافيا في تحديد منابع النيل والفرات، وأبادر فأقول: إن المسألة ليست من العقائد التي يتوقّف عليها الإيمان ، وليست من الشّريعة التي كُلِّف بها المسلِم، فجهلُها لا يضرُّ الدِّين، والقاعدة في مثل هذه الأخبار التي يناقِض ظاهرُها العقل في مسلّماته الثابتة أن يُنظَر إلى الخبر، فإن لم يكن ثبوته بوجه يقبل في العقائد، وهو الصحة ـ على خلاف في مراتبها ـ فلا داعي لمحاولة فَهم النص والتوفيق بينه وبين العقل الذي يقدّم عليه. وإن ثبت أن الخبر صحيح فيجب التسليم به ولا يجوز إنكاره، وهنا يجب صرفه عن ظاهره بالتأويل ليتفق مع العقل في قضاياه المسلّمة أو الواقع في مشاهدته المحسوسة، ولا ينبغي تأويله لصعوبة فَهمه، فقد تكشِف الأيام والمكتشفات عن صِدقه ، وقد تسرّع بعض الكتاب فأنكر بعض هذه الأخبار أو أوَّلها ثم ظهر بعد أنّها صادقة في معانيها التي جاءت بها، وإليك بعض النماذج من شرح هذا الحديث: قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: أصْل النيل والفرات من الجنّة، وأنهما يخرجان من أصل السِّدرة، ثم يسيران حيث شاء الله، ثم يَنزلان إلى الأرض، ثم يَسيران فيها، ثم يخرجان منها.
وهذا لا يمنعه العقْل ، وقد شهِد به ظاهر الخبر فليُعتمد. ثم يتابع النووي قوله فيقول: وقول عياض: الحديث يدلّ على أن أصل سِدرة المنتهى في الأرض، لقوله: إن النيل والفرات يخرجان من أصلها، وهما يخرجان من الأرض فيلزم منه أن أصل السدرة في الأرض ـ متعقّب. أن خروجهما من أصلها غير خروجهما بالنّبع من الأرض، والحاصِل أن أصلهما من الجنّة ويخرجان أولاً من أصلها ثم يسيران إلى أن يستقرّا في الأرض ثم ينبُعان. هذا كلام النووي الذي يقول: إن العقل لا يمنعه وما دام الخبر قد ثبت به فلنعتمده، صحيح أن العقل لا يمنعه فالله قادر على كل شيء، ولكنّه صعب التصوُّر، ولا نُسَلِّم به إلا لصحة الخبر به. لكن الألفاظ الواردة في الخبر قد تدل على معان يسهل على العقل تصورها، فقد قال القرطبي: وقيل: إنما أطلق على هذه الأنهار من الجنّة تشبيهًا لها بأنهار الجنة لما فيها من شدة العُذوبة والحُسن والبركة، وهذا هو الذي تميل إليه النفس إذا كان المراد بالنيل والفرات نهري مصر والعراق، أما إذا أُريد بهما وبغيرهما أنّ أنهار الجنّة حَملَتْ أسماء أنهار الدُّنيا حقيقة أو تشبيهًا كما يدلُّ عليه حديث الطبري عن أبي هريرة، وما جاء عن كعب الأحبار عند البيهقي، فلا صعوبة في فَهم الأحاديث، ولزيادة المعلومات للتّرف العقلي. راجع شرح الزرقاني للمواهب اللدنية للقسطلاني في حديثه عن الإسراء والمعراج
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشيخ عطية صقر الإسراء والمعراج
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى موشو :: القسم الاسلامى :: مقالات وكتابات وابحاث-
انتقل الى: