قام النبي صلى الله عليه وسلم بعدة حملات تأديبية لأعراب نجد الذين كانوا يقومون بأعمال النهب والسلب بين آونة وأخري. ولم يكن يجمع هؤلاء البدو بلدة أو مدينة، ولم يكونوا يقطنون الحصون والقلاع، فكان هناك صعوبة في فرض السيطرة عليهم وإخماد نار شرهم، ولما تجمعوا للإغارة على أطراف المدينة ، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بحملة تأديبية عرفت بغزوة ذات الرقاع، والأغلب أنها وقعت في شهر ربيع الأول سنة 7 هـ، وسميت ذات الرقاع ؛ لأن الصحابة كانت تلف على أرجلها الخرق بسبب الجروح. كان لهذه الغزوة أثر في قذف الرعب في قلوب الأعراب القساة، وإذا نظرنا إلى تفاصيل السرايا بعد الغزوة نري أن هذه القبائل من غطفان لم تجترئ أن ترفع رأسها بعد هذه الغزوة، بل استكانت شيئًا فشيئًا حتى استسلمت، بل وأسلمت، وساد المنطقة الأمن والسلام.