كانت تلك الأغنيات كفيله بإذابتها إلي نقاط صغيره جدا..كانت حين تسمعها
لا تدري من أين تأتي بكل هذه الدموع وهذه الحرارة في البكاء..
كان كل هذا منذ عام تقريبا...وبعد هذا العام ؟؟
دعونا لا نستبق الأحداث ونكن معهم منذ البداية...
من في هذه الجامعة لا يعرف "نور" مثالا للتفوق والشهرة في كل شيء
لم تكن تدع فرصه للتفوق والشهرة إلا وكانت تنتهزها..لم يكن الحب يعرف
طريقا لقلبها...
وكان علي النقيض منها "ماجد" مثالا للشاب المستهتر..يكتفي بذكائه
ووسامته وينجح كل عام بالكاد...ولكن وسامته وذكاؤه كانا السبب في
أن يكن بالغ الشهرة هو الآخر..وسبباً آخر في التفاف الفتيات حوله...
أما عن "نور" لم تكن تهتم به بأي حال من الأحوال..بل كانت تمقته
وتعتبره مثالا للكسل واللامبالاة..لذلك كانت دائمة المصادمات معه..
كانت "نور" محدودة الصداقات ولائها الأول للدراسة والتفوق..والثاني
لجدتها التي تحيا معها..بعد سفر أبويها للعمل بالخارج..وتركها وحيده..
ولما كان "ماجد" يعلم أن جميع شباب الجامعة يسعون وراء "نور"
كان هذا سبباً في أن يكرهها ..ويعتبرها مغرورة لا تعبأ بآلام الآخرين
ولما كانا زميلين في نفس الكلية وذات العام الدراسي..كانا لابد لهما من
الالتقاء في نقطه..
كانت "نور" تحتل مكانه متميزة عند أستاذه الكلية وذات مكانة بارزه في
الاتحادات الطلابية..مما جعلها ملاذا لكل ذات حاجه..
وذات يوم حدثت مشاجرة بين "ماجد" و أحد أستاذه الكلية مما أثار غضب
الأستاذ و حرم "ماجد" من حضور جميع محاضراته..
فأشار عليه أصدقاؤه أن يجعل "نور" تكن حلقه وصل بينه وبين هذا الأستاذ
ولكن كيف يقنعها بأن تفعل هذا لأجله وهما دائمي النزاع والصدام ؟؟
قرر أن ينتظرها وهيّ في طريقها للمنزل..وان يحدثها بطريقه لطيفه
ولا بأس من تقديم بعض الزهور لها..
وفور انتهاء اليوم تحدث "ماجد" إلي "نور"..واعتذر لها عن كل ما بدر منه
مسبقاً..وقدم لها ورودا حمراء بصيغه مهذبه...
أما هيّ فابتسمت..ولم تراه كما كانت تظنه من قبل..وشكرته ووعدته بأن
تصلح الأحوال بينه وبين أستاذه..علي أن يستذكر ويكن طالباً مثالياً
أما عن "ماجد" فأحس انه كان ظالماً..هيّ مخلوقة رقيقه..ويمكن أن تكن
صديقه جيده جدا..والاهم إنها ذات نفع له..
وبعد تسويه الخلاف...أصبحا صديقين..صارا دائما التواجد معاً
وصارت بينهما محادثات تليفونيه طويلة..وتبادلا مزيداً من الهدايا...
ومن يومها عرفت الجامعة كلها أن "نور"و"ماجد" صارا عاشقين..
صارا اقرب وأكثر تفهماً ..كانا يفعلان كل شيء سويا حتى سماع أغانيهم المفضلة
ولكن السعادة لا تدوم..مثلها مثل أي شيء أخر له نهاية..
فحين انتهي العام الدراسي..ونجحت "نور"بتفوق..ونجح "ماجد"كالعادة بالكاد
انقلبت الموازين...ابتعد "ماجد" كثيرا وتغير في معاملته لها...
صارت لا تراه تقريبا..ولا يتصل بها إلا مرات قليلة..وعلي فترات متباعدة
وأحست أن النهاية اقتربت..صارت صداقاته بالفتيات أكثر..وصار مشغول
عنها أكثر..وأصبحت لا وجود لها في عالمه..وصار التفاهم بينهما شبه مستحيل
ليت كل هذا جاء قبل أن تعشقه..وتحس انه هو حياة الحب بالنسبة لها...
وقررت "نور" الانسحاب في هدوء..وعادت إلي حياة الوحدة من جديد
وكلما سمعت أغنية تحمل لهما ذكري سويا..تبكي بكاءاً حاراً ..فلم تكن ذكري
حبه لها سوي ذكرى الألم والحزن..كانت تتمني لو تستطيع نسيانه..ولكن هذا
درباً من دروب الخيال..
تحاملت "نور" علي كرامتها الجريحة..واتصلت به..وطلبت منه أن يقابلها
ولتكن مره أخيرة..وافق علي مضض بدعوى أن لديه التزامات أخري
لكنها أصرت ووعدته بأن اللقاء لن يطل...
وتقابلا..صارحته بكل ما بنفسها تجاه معاملته الغريبة وتجاهله لها..
قال في هدوء : نور..إن ما عشناه لم يكن سوي ذكري سعيدة ...دعيها
تظل هكذا..ولا داعِ لإفسادها..
قالت ودموعها تغلبها : أتسمي كل ما كان بيننا ..مجرد ذكري... ؟؟
حسناً يا ماجد..إذا كان لديّ ذكري عندك فاحتفظ أنت بها..أما أنت فلم يعد لديك
عندي أي ذكري..وتركته وانصرفت ودموعها تغطي وجهها..وهيّ تجاهد كي
تمنعها من السقوط....
بعد ذلك بيومين..جاءها اتصال من "ماجد" يقول لها في بساطه ::
_لماذا لا نصير أصدقاء بدلاً من هذه التعقيدات..أنتِ أكثر واحده استطاعت
أن تفهمني..ولكن للحب وجوه أخري...أريدك صديقتي..فأرجو ألا تبتعدي..
ردت عليه في برود تام ::
وكيف ستكن شكل علاقتنا بعد ذلك يا أخ "ماجد" ؟؟
_ مثل علاقة أي صديقين !!
_ حسناً..لكن حذار أن تتدخل في شئوني الخاصة..
_ وكيف إذن أصير صديقك؟؟
_أنا لم اطلب منك أنت تكن صديقي..أنت الذي طلبت أن أكن صديقتك..
أنهي المكالمة قائلا :: حسناً يا "نور" ليكن لكِ ما طلبتِ..
كانا يتقابلا صدفاً أو علي فترات متباعدة ..يسألان عن أحوال بعض كنوع
من أداء الواجب ..ثم ينصرفان...
إلي أن جاء يوم...أعلنت فيه "نور" أمام الجميع خبر خِطبتها.....
علي مٌعيد جديد بالكلية....كان الجميع سعيداً بهذه الخِطبة ..عدا واحداً بالطبع
قال لها ماجد بدهشة ::
_لماذا يا نور ؟؟
_ إن الحياة لابد أن تستمر يا صديقي العزيز..
_ وأنا ألم تفكري في ؟؟
_ بل فكرت ولهذا قررت ألا يكن لك مكانا في حياتي !!
_ ولماذا إذن ؟؟
_لأنك علمتني درساً قاسياً..وأن اقل لقلبي جملة واحده من أجلك
_ وماذا كانت هذه الجملة ؟؟
_ قلت له ::
يا قلب تحجر.....تحجر يا قلب
