منتدى موشو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ذكرى فى القلب ::

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mohamed_14
.
.
mohamed_14


ذكر
عدد الرسائل : 142
العمر : 39
الاقامة : القاهرة الجديدة
العمل/الترفيه : كمبيوتر وبرمجة
رقم العضوية : 357
مزاجى : ذكرى فى القلب :: 2910
تاريخ التسجيل : 19/08/2008

ذكرى فى القلب :: Empty
مُساهمةموضوع: ذكرى فى القلب ::   ذكرى فى القلب :: Empty29.08.08 0:48


سأخبركم قصة نور، تلك الشابة الرائعة الجمال والتي كانت تتمتع إلى جانب جمالها




بالأخلاق العالية والتمسك بالدين والفضائل، بعمر الزهور هي، لكن الله شاء



أن يبتليها بمرض في رأسها، حيّر الأطباء في جميع البلدان العربية إلى أن



أخذتها والدتها إلى بريطانيا حيث اكتشف الطبيب هناك العلّة، مرض يصيب



شخص واحد على مليون ويسمى تصلب عضلي في الدماغ علاجه طويل



ونتائجه غير مضمونة وعندما يبدأ الألم لن ينفع معه أي شيء سوى حقن



مخدرة تفقد فعاليتها مع الوقت، لا يوجد دواء لتجنبه أو لإيقافه فهو يفتك



فجأة ومن دون إنذار، وماذا عن الجراحة ألا تنفع بشيء سألت والدتها



الملكومة.. أجابها هو ليس ورما نستطيع استئصاله هو شيء مختلف



وجديد علينا لكن أملنا بالله كبير بأن نكتشف طريقة ما لكن هذا الشيء



يمكن أن يأخذ معنا أعوام طويلة وابنتك في سباق مع الوقت، أنا آسف.



بتلك الكلمات القاسية عادت أم نور وهي تفكر ماذا تفعل، إنه حكم بالإعدام



على فتاة لم تتخطى الثانية والعشرين عاما وحيدتها فلذة كبدها، ونور لم تكن



فتاة عادية كانت تملأ الدنيا بهجة وفرحا ليس فقط لوالدتها بل لكل من تعرف



إليها ابتداء من أهلها مرورا بجيرانها وصولا لصديقاتها وأولهن أنا كان لي



شرف معرفتها قبل مرضها لأتعلم منها أشياء كثيرة، فهي لم تكن مجرد صديقة



فقط بل أصبحت بوقت قصير كل شيء عندي، كانت شقيقة وصديقة، كانت أماً



ورفيقة، كانت كريمة لدرجة كبيرة تبتاع الملابس وتأتي إلي قبل أن تأخذها



إلى منزلها وتقول لي اختاري منها ما تشائين واتركي الذي لا يعجبك لي



حتى الحقائب والأحذية كانت تفكر إن كانت ستعجبني، كنت عندما امرض



لا تبارح غرفتي تطعمني بيديها وتسقيني تقيس حرارتي ولا تنام طوال



الليل كانت والدتي تقول لي والله إنني لن اهتم بك مثلما تفعل نور الله



لا “يفرق بينكم”، بدأت نور تشعر بالآلام بعدما سافرت مع شقيقي لنلتحق بالجامعة



لكن أحدا لم يخبرني حتى هي كانت عندما تكلمني تضحك ضحكتها الرنانة التي



طالما أحببت وتقول لي هيا لا تتأخري بالعودة فأنا مشتاقة إليك وفعلا وجدتها



بانتظاري في المطار لكنني لم اعرفها للوهلة الأولى فوزنها قد زاد بشكل كبير قلت



لها وانا يا غافل لك الله، نور ماذا فعلت بنفسك فأجابتني ضاحكة أنت سافرت وانا



جالسة في المنزل لا شغل لي سوى الأكل والتلفزيون قلت لها سوف تبدئين بحمية



منذ الليلة اتفقنا رأيت الحزن بعينيها الجميلتين ودموع والدتها الطيبة لكنني لم انتبه لشيء



بسبب فرحتي بلقائها فقد كان علاجها الذي يحوي الكورتيزون هو ما فعل بها هذا، كيف لي



أن اعرف وانا لست بقربها ليتهم اخبروني لأترك كل شيء وبقيت بقربها كنت أحب



أن أسرح لها شعرها الأسود الطويل الناعم الذي تساقط أيضا بفعل الأدوية التي كانت تتناولها



وكنت استغرب كيف انها لم تخلع شيلتها عن رأسها كنت اعتقد انها لم تفعل بسبب خروجنا



المستمر لم أشعر بشيء خلال إجازتي القصيرة إلى البلاد أخفت عني مرضها وألمها لم تخبرني



انها تعيش تحت إشراف الأطباء ومراقبتهم المستمرة لها وعلقم الأدوية، لم تكن تريدني



أن أفكر أو اقلق عليها وأفقد تركيزي بدراستي، وهي كانت حريصة على تلقي العلم



والدراسة بالرغم مما كان يصيبها غالبا من نوبات الألم الحادة التي كانت تقعدها طريحة



الفراش لأيام طويلة مهدودة الحيل ضعيفة، لكنها كانت عندما تهدأ وترتاح تطلب من زميلاتها



أن يعطينها كل دروسها حتى لا تتأخر عنهن، ومع مرور الأيام شاء الله أن يتقدم لخطبتها



شاب خلوق ومن عائلة معروفة يعمل بالتجارة التي نجح فيها وعنده فروع لشركاته



في جميع أنحاء العالم، أحبها جدا وعندما رفضته حزن وطلب منها أن يعرف السبب فأخبرته



بالحقيقة وقالت له لا أمل لي بالشفاء فأجابها لا تفقدي ايمانك بالله عزّ وجل فهو على كل



شيء قدير ولا أحد يعلم ما يخبئه القدر، تعجبت والدتها عندما أتوا لخطبتها وقالت لهم



ألا تعلمون أن ابنتي مريضة وحالتنا المادية ليست جيدة فوالدها قد توفي وهي لا تزال



رضيعة وانا موظفة وابنتي تحتاج لعلاج مكلف فقد بعت كل ما أملك لعلاجها وبعض



الخيرين وأصحاب الأيادي البيضاء كثر الله من أمثالهم يساعدوننا، لذلك أنا لا أريد أن



أحملكم عبئها فقال والد علي أن ابني قد سمع الكثير عن أخلاق ابنتك وذكائها وعن



محاربتها لمرضها بكل إيمان وتقوى وكل إنسان منا معرض للمرض بأي لحظة



وانا مقتنع بكلامه وباركت اختياره نحن نريد أن تصبح ابنتك ابنتنا،



فقالت لهم وهي تبكي بكاء الفرح على بركة الله.



مرت الأيام والشهور.. كان خلالها علي يقف بجانب نور معنويا ومادياً فأرسلها مع



والدتها إلى أحسن مستشفيات العالم فكانوا يصفون لها الأدوية نفسها ويعيدونها إلى



نقطة الصفر وكان علي يخفف عنها دائما ويحدثها عن مستقبلهم المشرق، كان حقا



شاباً صالحاً قلما نجد مثله في زمننا هذا فقد علم أن أيام نور معدودة وأراد أن تكون



الفترة المتبقية لها من أجمل أيام حياتها لكنه لم يتوقع أن تكون النهاية قريبة جداً إذ



بدأت مقاومة نور للمرض تصعب فقد أصبحت غير قادرة على السير إلا لبضعة



خطوات بمساعدته ومساعدة والدتها، كما زاد وزنها كثيراً وتساقط شعرها الجميل



ليصبح شعيرات قليلة معلقة برأسها المريض، بدأت تفقد ذاكرتها وتكرر كلامها



عدة مرات كل هذا ولم أعلم.. كنت اعتقد بأنها ستشفى لم يخبروني حقيقة مرضها



لم أتوقع انها مريضة لهذه الدرجة، الاستعداد لحفل الزفاف والانتقال لمنزل الزوجية



كان قد اقترب لكن نور طلبت من علي أن يلغي كل شيء فهي لا تستطيع أن تكمل



ما بدأته فقال لها لو كنت على كرسي لا تستطيعين المشي فأنا أريد أن أتزوجك هيا أنا



لا يهمني الفرح ما رأيك أن آتي بالشيخ والشهود أهلي وأمك لنتزوج اليوم، نظرت إلي



وكأنها تسألني رأيي فشجعتها فرح علي وقال ساعة واحدة وأكون قد جهزت كل شيء هيا



ارتدي فستانك ولا تخذليني الآن يا نور عيني قاومي من أجلي، شعرت بأنها لن تعيش لترى



نفسها عروسا بفستانها الرائع كروعتها لكنها لم ترد أن تقول له لا، ارتدت الفستان الأبيض



لتجربه فبدت كالملاك، زادها اللون الأبيض جمالا وروعة وحسنا بالرغم من اصفرار



وجهها قالت لها والدتها ودموع الفرح تنهمر على خديها سوف تكونين أجمل عروس



رأيتها بحياتي فقالت لها بل سأكون اسعد عروس في الدنيا لأني سوف ارتبط بشاب



مثل علي؛ لكن وبعد لحظات قالت امسكوني فأنا أشعر بالدوار فأغمضت عينيها الجميلتين



وعندما فتحتهما قالت لنا بدأ العد العكسي فأنا لا أراكم، أصيبت بالعمى تماما كما قال الطبيب



لكن المرض هذه المرة لم يمهل نور كثيرا فكان رحيما بها، كان لا يريدها أن تتألم وتقاسي



وتعاني أكثر مما عانته طوال فترة حياتها القصيرة، فبعد دقائق خرج الطبيب لينبئهم بخبر



وفاتها قائلا إنا لله وإنا إليه راجعون صرخت أمها وأصابني الذهول فدخلت إلى الغرفة



بحركة آلية لأجدها بفستانها الأبيض ممدة على السرير وشبه ابتسامة على شفتيها



أمسكت بيدها وقبلتها على جبينها قائلة قومي فقد وصل عريسك أين ترحلين وتتركين



من يحبونك هيا قومي لنزفك إليه، أخرجوني وأنا غير مصدقة الذي يجري كنت أشعر



بأنه كابوس لكنه للأسف لم يكن كذلك فقد ماتت نور وتحول الفرح إلى حزن عميق



يلف الجميع رأيت علي راكع على الأرض في زاوية من زوايا الغرفة ودموعه



تملأ خديه يبكي عروسه الشابة، والدتها حضنتني وهي تقول صغيرتي ماتت...



آه يا نور يا صديقة عمري يا غالية، ماذا أقول عنك وماذا أقول فيك لا تكفيني أوراق



العالم كله لأخبرهم كم كنت رائعة بحياتك وصبورة بمرضك مؤمنة ورضية بما



كتبه الله لك، لكنني أعدك بأن تبقى ذكراك بقلبي إلى الأبد فعودي إلى ربك راضية مرضية



واسكني في فسيح جناته وليلهمنا الله مع من أحبك الصبر والسلوان...




حبيت أعرفكم بالقصة دية لانها أثرت فيا قوى .. أتمنى انها تعجبكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ذكرى فى القلب ::
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى موشو :: الركن العام :: دنيا الادب وصراع الخواطر :: قصص وراوايات مــــــــوشو-
انتقل الى: