منتدى موشو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لحظات مطر...

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mohamed_14
.
.
mohamed_14


ذكر
عدد الرسائل : 142
العمر : 39
الاقامة : القاهرة الجديدة
العمل/الترفيه : كمبيوتر وبرمجة
رقم العضوية : 357
مزاجى : لحظات مطر... 2910
تاريخ التسجيل : 19/08/2008

لحظات مطر... Empty
مُساهمةموضوع: لحظات مطر...   لحظات مطر... Empty29.08.08 16:00

لحظات مطر...

****

اللحظة الأولى

يوم غائم جزئياً.. مع توقع لسقوط امطار شمال البلاد....
استمع عمر إلى التقرير الصباحي للطقس في محطة الراديو... وعلا وجهه استياء وتأفف

: يووه.. توقع
أمطار ايه وبتاع ايه..؟؟؟ فال الله ولا فالك .. ده انا لسه
مكلف غسيل العربية الشئ الفلاني.. عشان استقبل سفيرة النكد حماتي ؟؟
... وأشعل سيجارته وأكمل في حنق من بين دخانها : ..في الآخر تمطر أنا قلت وش

حماتي ييجي منه خير ؟؟؟ طب تيجي ازاااي ؟؟ ويبتسم نصف
ابتسامة ساخرة ..
يراقب بعيناه السماء... ويستمر في البرطمة والتمتمة.... لحظات وبدأ المطر في الهطول ..

!!

:: ::::

اللحظة الثانية***

رذاذ المطر يزين سماء القرية الرمادي.. ثم يشتد وقعه..فتخضر النباتات أكثر..وتلمع
أوراقها
تهرول سيدة بيضاء ممتلئة.. طيبة الوجه... هرولت لتخرج الى ساحة منزلها تجمع ما

نشرت من ملابس مغسولة... وتنظر ببراءة طفل الى حبات المطر..
لسانها يلهج بالدعاء ...ترفع يداها للسماء وقد إستظلت من المطر بسقف من الخوص وتدعوا : يارب.. نجح ووفق ولادي..
..

وتبتسم وتهمس محدثة نفسها : يا حبايبي دول زمانهم جايين من الامتحان وجعانين.. أحضرلهم أكلة حلوة بأه... وتدخل مسرعة الى داخل البيت وعيناها تكاد لا تفارقان منظر السماء و تدعو : سبحان الله ..يا كريم يارب

****

اللحظة الثالثة **

في بيت أنيق يزدحم بالناس ..ويزدحم بأصوات ..وهمسات ..وضحكات هنا وهناك
تبدو هي أجملهم.. وأسعدهم ...تحتضنها بأمومة سيدة لم تذبل السنين جمالها ..تحدثها
بصوت خفيض متأثر النبرة ..: مش مصدقة عينيا... امبارح مريم البنوتة اللي بفيونكات.. بقت عروسة وفرحها النهارده

وتتلألأ عيناهما بدموع فَرحَة ..

تنظر اليها مريم برقة وتقول : يا حبيبتي يا ست الكل..هتوحشيني ويوحشني البيت
.. ثم ينتبه الجميع على صوته
صوت زائر غير متوقع..
قطرات مطر تعلن عن وصولها بطرقات سريعة وقوية..
..تعلو الأصوات استعجاباً.. ويسرع البعض الآخر للاستمتاع برؤية القطرات الشفافة
دهشة المفاجأة كانت على مريم أكبر.. بعد ساعات عرسها.. نظرت الى السماء
و رددت : خير ..خير
!!
رددت أمها ورائها : يارب... وأكملت ماتخافيش يا قلب ماما فرحك هيكون أحلى فرح
وربتت على كتفها في حنان..
أمسكت مريم بكف أمها وهي تنظر الى نافذة الغرفة
وقد رسمت حبات المطر خطوطها عليها...وأغمضت عيناها وهي تتمتم بدعاء
من قلبها ... يارب أسعدني ..يارب

**
اللحظة الرابعة..

رفعت مها براد الشاي من على النار وذهبت لتوقظ زوجها المهندس حازم... : قوم يا حازم الحق...؟؟

قام وصاح بفزع ..: اييه.. ايه خير في حاجه ..؟؟

زوجته بهدوء : الدنيا بتمطر جامد وشكلك مش هتقدر تسافر أسكندرية النهارده
!!
ينهض حازم من سريره بسرعة.. يلتفت يمينه ليبحث عن نظارته الطبية..يلتقطها ويخرج الى شرفة غرفة النوم ليرى مطراً قد أشتد.. وسماء ملبدة بغيوم رمادية
تنبأ باستمرار الأمطار..ويرى الناس تهرب في الشارع مسرعة إلى بيوتها
...

يراقب ويسرح بفكره..وتعلو وجهه نظرة ارتياح قائلاً : أحسن كان قلبي حاسس..أروح
اتصل أعتذر لهم هناك.. وأسافر يوم تاني..
!!
ويبتسم.. وتبتسم زوجته.. قالت له هامسة: تعرف ان من زمان ما قضيناش يوم مع بعض
!!
داعب وجهها برقة وقال ..: عارف... أنا هأعوضك النهارده..
!!
...........




--------------------
لحظات مطر... 286443713
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohamed_14
.
.
mohamed_14


ذكر
عدد الرسائل : 142
العمر : 39
الاقامة : القاهرة الجديدة
العمل/الترفيه : كمبيوتر وبرمجة
رقم العضوية : 357
مزاجى : لحظات مطر... 2910
تاريخ التسجيل : 19/08/2008

لحظات مطر... Empty
مُساهمةموضوع: (رائحة الياسمين)...   لحظات مطر... Empty29.08.08 16:03

منذ أيام قليلة قرأت قصة أعجبتني جداً لطرافتها ومغزاها الجميل, لذلك أحببت أن تشاركوني
قراءتها وهي مهداة للأم
**************
مرت أمامي...
ثوبها أبيض...
حجابها أبيض...
على حجابها فراشات ملونة تغطي شعرها الأسود...
خصلة من شعرها... كشفت شعرها الليلي المستسلم لحكم الحجاب!
لحظتها تمنيت ان أكون فراشة...
بياض السكر هذا أسكرني... أرجعني سنوات...
كنت حينها أحمل دفاتري الجامعية, وأسكن في بيتنا العربي...
كان الحوش (ساحة البيت) واسعاً...
في بيتنا... دوناً عن كل بيوت البلدة كان الثلج ينهمر كل صباح!
نشتم رائحتها ... ونبني أحلامنا تحتها!
نعم في هذه الصحراء... كان الثلج ينهمر... كنا نلتقط أزهار الياسمين وهي تتساقط كل صباح في حديقة بيتنا...
أمي... تمسك مجرفة, تحفر حفرة صغيرة, تضع نبتتها, تدفنها بحنان, وتثبت التربة من حولها...
أمي... زرعت بيديها ورد الياسمين في البيت... وزرعت بيديها عشقنا لهذه الوردة...
رغم شجرتي اللوز التي كنا نتسابق في قطف ثمارها!
ورغم شجرة التوت التي كنا نأكل ثمارها قبل أن تنضج!
بقيت وردة الياسمين تلك سيدة (الحوش) بلا منازع...
رائحتها كانت تسحرني... (فلا يعرف الشوق إلا من يكابده)... ولا يعرف رائحة الياسمين إلا من يشمها كل صباح وكل مساء... قبل النوم وبعد النوم !
في المساء... كنت أطل من نافذتي لأشاهد كيف يتغزل القمر بورد الياسمين!
وفي الصباح... أقوم من النوم على عجل أغسل وجهي على عجل, البس (أي شيء)... ورغم عجلتي ونسياني لأوراقي وأقلامي ودفاتري, لم أنس يوماً أن أقطف بعضاً من الياسمين, وأخبئها في جيبي العلوي أشمها كلما مسني الشوق إليها...
******
لم أكن وحدي من أصابه (مس) من الياسمين!
أختي عشقت هذه الوردة!
وعشقت اسمها أيضاَ..
وأعلنت على الملأ في يوم ما: ياسمين اجمل اسم في الوجود...
كلما (تشرفت) العائلة بأنثى جميلة - كعادة عائلتنا وأضيفت إلى لائحة الشرف – اقترحت: سموها ياسمين... لماذا لا تسمون بنتكم ياسمين؟, إنه اسم رائع..
أختي تزوجت وحملت وأنجبت طفلة جميلة... لم تسمها ياسمين أسمتها سارة!!!
آه... نسيت أن أحدثكم عن شريكتي في العشق... ومعشوقتي!
إنها سميرة...
سميرة شاركتني العشق...
كنت ألمحها تسير ببطء في (الحوش)...
اسلم عليها كل صباح... لم أقبلها... ولكني أحببتها... وكانت تحبني بصمت!
تخجل أن تكشف عن حبها لي, لكني كنت أكشفها من نظرات عيونها!
كلما خرجت إلى (الحوش) وجدتها تمشي بين ورد الياسمين, كانت لفرط حبها... لا تشمها فقط... بل تأكلها!!!
الأطفال في البيت أيضاً عشقوا سميرة...
زينب, حوراء, فاطمة, زهراء, بتول... هذه عادة أسماء بناتنا... فهذه ماركات مسجلة غير قابلة للتعديل والتغيير, بنت أخي... أحبت سميرة أيضاَ...
في درس العلوم أخرجت المدرسة صورة أمام التلميذات وسألتهن... ما هذا؟
زينب... رفعت يديها بكل حماس وصرخت... إنها سميرة...
لم تكن تعرف اسماً آخر للسلحفاة سوى سميرة...
الأطفال نسوا أنها سلحفاة وكانوا ينادونها سميرة...
وأنا أيضاً كنت في كثير من الأحيان أنسى أنها سلحفاة, فكنت أحملها وأتمشى معها في (الحوش) وأتغزل في قوامها, ورشاقتها... الحب أعمى كما يقال, وقد أعمتني رائحة الياسمين!
أعمتني عن كل الألوان وعشقت الأبيض!
كلما شاهدت فتاة بثوب أبيض...
طفلاً يحمل قلباً أبيض...
تقياً يحرم بقماش أبيض...
أمي كلما لبست ثوب صلاتها الأبيض...
لا أتذكر سوى الياسمين!
******
في بيتي الجديد...
قررت أن أزرع الياسمين...
زرعته في (الحوش) في الصالة, في الممرات والغرف, والمطبخ وتحت السلالم وفوق السطح, وأمام مدخل البيت, وعلى شرفات النوافذ...
وخاب أملي...
أرى الياسمين بكل مكان في البيت... ولا أشتم رائحتها!
أثقلني هم سر وردة بلا رائحة...!
فذهبت إلى عرافة تفتح كتب البخت... وتكت الفال... وتقرأ في الفنجان... وتكشف أسرار خطوط الكف...
عجزت تلك العرافة عن كشف السر, وقالت لي: انتظر... فنجمك ما زال تائهاً في السماء!
ذات مساء...
وقد كان الأرق يهجم علي متسلحاً بهواجسه...
جلست في حوش بيتي الجديد...
تحيط بي أزهار ياسمين بلا رائحة...
نظرت للسماء أبحث عن نجمي...
كانت النجوم تنظر لي أيضاًَ...
وتقص لي عن قصص الأمير الشجاع, والحسناء الفقيرة... وكيف أهداها في ليلة عرسها سلة ياسمين!
تغلب علي سلطان النوم وجنوده على أرقي, فمر بي طيف والدي...!
كان يلبس دشداشته البيضاء!
بشعره الأبيض!
وقلبه الأبيض!
وقال لي: يا ولدي... في حوشنا القديم... لم يكن ما شممته رائحة ياسمين...
بل رائحة يد أمك!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لحظات مطر...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى موشو :: الركن العام :: دنيا الادب وصراع الخواطر :: قصص وراوايات مــــــــوشو-
انتقل الى: