فتوي: حقن الأنسولين لا تبطل الصوم
في رده علي سؤال حول ما إذا كان استعمال حقن الأنسولين مفسداً للصوم، قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية: لا مانع شرعاً من أخذ حقن الأنسولين تحت الجلد أثناء الصيام، ويكون الصيام معها صحيحاً، لأنها وإن وصلت إلي الجوف فإنها تصل إليه من غير المنفذ المعتاد، ومن ثم يكون الصوم معها صحيحاً.
وحول مدي جواز إفطار الطالب إذا تزامن شهر رمضان مع الامتحانات، قال جمعة: ينبغي أن يفرق هنا بين من يستطيع المذاكرة مع نوع من المشقة، وبين من لا يمكنه المذاكرة أصلاً بسبب الصوم، وأن نفرق أيضاً بين من يجد عائلاً يعوله وينفق عليه، وبين من ينفق هو علي نفسه أو عياله، بحيث إن رسوبه سيؤثر علي حياته العملية التي لا بد له منها لكسب قوته وقوت عياله،
فإذا احتاج الطالب المكلف شرعاً احتياجاً أكيداً يؤثر علي معيشته أو معيشة من يعوله إلي المذاكرة في نهار رمضان، وغلب علي ظنه بأمارة أو تجربة أن صومه يفضي إلي ضعفه المستلزم لرسوبه أو عجزه عن إكمال مسيرته التعليمية التي لا بد له منها لاكتساب معيشته ونفقته الأساسية أو نفقة عياله: فإنه في هذه الحالة يباح له الفطر، أخذاً بما استظهره ابن عابدين وغيره من إباحة الفطر للخبّاز ونحوه من أرباب الحرف الشاقة، والواجب علي هؤلاء الطلاب قضاء ما أفطروه بسبب هذه الضرورة أو الحاجة التي تُنَزَّل منزلتها فور زوال هذا الظرف الطارئ عنهم.
وأضاف: يجب التنبه إلي أن هذه الفتوي إنما هي فتوي ضرورة، والضرورة تقدر بقدرها، وأنها مشروطة بكون مذاكرة الطالب مضطراً إليها في شهر رمضان ولا يمكن تأجيلها، ثم هي مشروطة أيضاً بأنه يغلب علي ظنه الرسوب إن لم يذاكر، وهي مشروطة ثالثاً بأن هذا الرسوب سيضعفه أو يحرمه من استكمال دراسته التي لا عمل له إلا بها، أو من توفير الاحتياجات التي لا قوام له أو لعياله إلا بها، فإن عُدم شرط من هذه الشروط فالصوم واجب عليه ولا يجوز له الإفطار.